الثلاثاء، 8 فبراير 2011

اضطرابات النطق واللغة عند الاطفال

 قبل التطرق في موضوع اضطرابات النطق واللغة عند الاطفال فعلينا ان نبدا من المفهوم الاساسي الا وهو التواصل. التواصل هدفه الترميز وارسال المعلومات من الشخص المرسل الى الشخص المسقبل الذي يقوم بأستقبال المعلومات وفهم رسالة المرسل. التواصل قد ياخذ احدى او اكثر من الاشكال التالية: التواصل باللفظ, الايماءات, الصور, الكتابة, الرسم. عند استخدام الشخص لاي شكل من هذه الاشكال فانه يعتبر نوعا من انواع التواصل مع الشخص الاخر لانه يقوم بارسال رسالته للشخص الاخر.
 بعد تعريف التواصل نندرج الى مفهومين للتواصل وهما اللغة والنطق. فاللغة هي تواصل الأفكار باللفظ أو ما يسمى باللغة التعبيرية
(expressive language)
وفك الرموز او فهم الرسالة باللغة الاسقبالية
Receptive language))
اما النطق فهو سلوك تكوين وتسلسل الاصوات من خلال استخدام اللغة.
لذا عند التحدث عن اضطرابات او مشاكل النطق واللغة فاننا نتحدث عن اضطرابات اللغة او النطق. اضطرابات اللغة تنحصر في صعوبة مشاركة المعلومات اوانتاج جمل غير مناسبة للعمر العقلي والزمني للطفل. اما اضطرابات النطق فتظهر في صعوبة اصدار الحروف او الاصوات في اللغة او حذف الاصوات او استبدالها باصوات اخرى او قد تظهر في عيوب في الايقاع والنبره الصوتيه.
اسباب اضطرابات اللغة والنطق:
اسبابها كثيرة قد تكون لها اسباب وراثية مثل الاعاقات السمعية التي تؤدي الى صعوبات في اكتساب وتطور اللغة. قد تكون لها اسباب جينية مثل متلازمة داون التي تؤدي الى تأخر تطور اللغة الاستقبالية والتعبيرية. كما ان البيئة لها دخل مباشر في اكتساب وتطور اللغة حيث ان البيئة الغير غنية بالمثيرات اللغوية قد تؤدي الى ضعف في تطور اللغة الاستقبالية والتعبيرية ونقص في الخبرات اللازمة لتعلم اللغة. وقد يكتسب الأطفال اضطرابات لغوية بسبب عدم وجود نموذج مناسب للتعليم فالبعض قد يتركوا وحيدين من دون تواصل لفترة طويله والبعض الاخر قد لا يكرروا الكلمات والمعلومات الجديده للطفل حتى يخزنها. كما ان التحدث مع الطفل باستخدام كلمات مصغرة (عنن للسيارة) او نطق الكلمات بطريقة خاطئة (ثيارة للسيارة) تؤدي الى مشاكل في النطق الشائع في الاطفال. كذلك فان ضعف عضلات الفم واللسان والخد او عدم تناسق المعلومات من الدماغ الى المنطقة الفمية تؤدي الى مشاكل النطق واللغة. ولا ننسى اصابات الدماغ والاختلال الوظيفي ليمكانزمية النطق او تناسق عملية التنفس او تشوهات اغضاء النطق (الشفة الارنبية )
Cleft lip and palate))
 الآثار المترتبة لاضطرابات اللغة والنطق:
تؤثر اظطرابات اللغة والنطق على قدرات الطفل الادراكية وقدراته على التواصل السليم مع غيره. كما انها تؤثر على تفاعل الطفل مع الاخرين وتؤدي الى الارتباك والاحباط والغضب وظهور سلوكيات عدوانية. كما انها تؤدي الى مشاعر العجز وتدني مفهوم الذات مما يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي. كما انها تؤثر في التطور الطبيعي للغة وبالتالي الي صعوبات محتملة في الاستيعاب والكتابة والقراءة.
الوقاية من اضطرابات اللغة والنطق:
تكون باتباع ما يلي: التغذية السليمة خلال فترة الحمل,اجراء الفحوصات اللازمة اثناء الحمل, اجراء فحوصات السمعية والبصرية باستمرار للطفل وخاصة خلال السنوات الثلاثة الاولى من عمر الطفل, اتباع برامج تربوية في تربية الطفل, تثقيف الاهل وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لعلاج اطفالهم, الوصول وتلقي الخدمات الطبية والتأهيلية الضرورية. توفير بيئة غنية باللغة والتواصل والتفاعل الدائم مغ الطفل. تعليم الطفل كلمات ومفاهيم لغوية جديده باستمرار مع الحرص على تكرارها وتقديم النمذجة والتقليد دائما. استبدال الكلمات المصغرة مثل عنن للسيارة بالكلمات الاصلية, استبدال سؤال  الطفل "ما هذا" او" قول هذا" بتزويده باسم الشئ مثلا: انظرهذه قطة بدل من "قول قطة" او سؤاله "ما هذا" . عدم تعريض الاطفال لساعات طويلة من التلفاز والاكتفاء بساعة فقط ان استدعت الضرورة.

العلاج:
اذا كان الطفل يعاني من تأخر في اللغة, فتكثيف البيئة اللغوية وتعليم الطفل مفردات ومفاهيم جديدة مع تكرارها باستمرار تساعد الطفل في اكتسابها وتخزينها في الدماغ ومن ثم استخدامها تلقائيا في كلامه. اما اذا كان الطفل يتحدث بكلمات غير مفهومة فلا تقلق لان الطفل يحاول التواصل والتحاور لفظيا معك وان كانت غير مفهومة, ترجمة كلام الطفل الغير مفهوم الى كلامات مفهومة تساعد في استبدال الالفاظ الغير صحيحة الى الفاظ صحيحة عند الطفل وبالتالي تخزينها في الدماغ. اما الاطفال المولودين باعاقات سمعية او التي تتطور لاحقا في الطفولة فيجب ان يفحص الطفل سمعيا بعمر مبكر ومن ثم البدء بالاستخدام المعينات الصوتية او السماعات و تأهيل الطفل لغويا وسمعيا. كذلك مراجعه اخصائيين النطق واللغة عند ظهور اي من اعراض اصطرابات النطق واللغة.

زهراء مرتضى محسن
اخصائية اللغة والنطق- جمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الاعاقة


* نشر هذا المقال في جريدة الرؤيا بتاريخ 20 يناير 2011